الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية
أود أن أنفث عما في صدري، أنا موظف مصرفي أبلغ من العمر 46 عام، ولقد عشت حياتي كلها بعكس كل ما كنت أرغبه لها. تلاشت أحلامي وضمر شغفي بين طيات وظيفة آمنة تبدأ من التاسعة صباحًا إلى السابعة مساءًا، والتي قد عملت بها على مدار 26 عام. لقد اخترت الطريق الآمن مرارًا وتكرارًا إلى الحد الذي تغيرت معه ماهيتي وهويتي. اكتشفت اليوم أن زوجتي كانت تخونني طوال العشر سنوات الماضيين، وأن ابني لا يحمل أية مشاعر نحوي على الإطلاق، وأدركت أن جنازة أبي قد فاتتني من أجل لا شيء، وأنني لم أستكمل روايتي، ولم أسافر حول العالم، ولم أساعد المشردين، ولم أقم بكل هذه الأشياء التي كنت أظنها جزءًا أصيلاً أعلمه يقينًا عن نفسي في أواخر سنين مراهقتي وأوائل سنواتي العشرين. ولو أن نفسي القديمة قابلت ما أنا عليه اليوم، لكنت لكمت نفسي على وجهي. لنبدأ بوصف نفسي حين كنت في العشرين من عمري، يبدو الأمر وكأنه كان بالأمس حينما كنت متيقنًا من أنني سأغير العالم. فقد أحببتُ الناس وأحبوني. وكنت مبدعًا وخلاقًا وعفويًا ومجازفًا وأجيد التعامل مع الناس، وكان لدي حلمين، الأول هو تأليف رواية تدور في عالم يوتوبي/ديستوبي، والثاني هو السفر ح...